الأبواب

الفرق بين الشهب والنيزك

كانت ليلةً صيفيةً، عندما استلقيتُ أنا وأبي على تلة قريتنا لأول مرةٍ نراقب النجوم، وفي اللحظة التي رفعت بها رأسي للسماء رأيتُ شيئاً لامعاً مرَّ بلمح البصر، وصرخت: نجمةٌ تسقط! ضحك أبي وقال لي إنه شهاب، فقلت له: وما الفرق! فقال: حسناً، النجومُ مختلفةٌ عن الشُّهُب وعن النَّيازك وحتى المُذنَّبات، غداً سأحضر لك كتيّباً عن علم الفلك لتستطيع التفريق بينها.
وعندما قرأت الكتيّبَ الغني بالمعلومات عن النجوم والكواكب، أصبحت أشرحُ لرفاقي الفرق بين الشهب والمذنبات.
علينا بدايةً أن نعي أن هناك أجساماً صخريةً في الفضاء، ذاتَ حجمٍ أصغر من الكواكب تدعى الكويكبات، وتدور الملايين منها حول النجوم، وهي تقدم لنا معلومات كثيرة عن بدايات تكوُّن نظامنا الشمسيِّ.
فالنيازك هي قطعة من بقايا المذنبات أو الكويكباتِ وتدورُ في الفضاء، وعند اصطدامها بالأرض تسقطُ خلالَ الغلاف الجويِّ، وبسبب احتكاكها معه، ترتفع حرارتها لتُكوِّنَ شعاعاً ضوئياً يُطلقُ عليه اسم الشِّهاب، وبذلك تكون الشُّهبُ هي النيازك المحترقةُ داخلَ الغلافِ الجوي، أما إذا ارتطمت بالأرض ولم تحترق بأكملها فنسميها النيزك أو الشهاب الساقط أو الحجرِ النيزكي.
وكُلَّما زادت سرعةُ الشهاب، زاد بريقُه في السماء وفي بعض الأحيان يترُكُ خلفَهُ ذيلاً، يختلف لونه باختلاف مكونات الشهاب، وللشُّهُب أنواعٌ منها العشوائيَّةُ أو الفردية، والتي يمكن رؤيتها في أي وقتٍ، ولا يُمكن التنبُّؤ بموعدها، ومنها الشهب الدورية أو زَخَّاتُ الشهب التي يمكن التنبؤ بموعدها ومكان حدوثها، وهي من مخلفات المذنبات وحطامها، ومن أشهر الشهب الدورية "شهب البرشويات" والتي تبلغ ذروتها في شهر أغسطس.
أما عن المذنب فهو عبارة عن جسم جليدي صغير، يدور في النظام الشمسي ويظهر بشكل واضح كلما اقترب من الشمس، وإذا كان حجمه كبيراً يظهر الذيل وقد يمتد لعدة كيلومترات في السماء، وتختلف المذنبات عن النيازك من حيث التكوين، فقد تحمل بعض المذنبات الماء النقي والمركبات العضوية مثل الهيدروكربونات البسيطة التي هي باكورة الحياة.
وبذلك أصبحْتُ وجميعَ أصدقائي ندركُ الفرقَ الشاسعَ بين الشُّهب والنيازك والمذنبات.