سنابل الأمل في بلاد الشمس


سنابل الأمل في بلاد الشمس

لوريس فتاة في السابعة من عمرها تعيش مع جدها في بيتهم الريفي الجميل الذي يقع على سفحٍ يطل على قريتهم البسيطة الهادئة....
صغيرة هي أحلامها كسنوات عمرها القليلة.....
دافئة هي أمنياتها كأشعة الشمس في يوم بارد تطل على نافذة غرفتها...
الكثير من الشغف تحمل لوريس وهي تسير على قدميها الصغيرتين مع صديقاتها لتصل إلى مدرستها كي تنشر فيها كل ما تحب من شقاوة ولعب وتعلم وضحكات تملأ الآفاق حباً لوطنها الذي تنتمي إليه ....
توالت الأيام ولوريس الطفلة الصغيرة تكبر وتكبر معها أحلامها وأمنياتها.....
تسارع الخطا إلى مدرستها علها تصبح كبيرة حكيمة كجدها ....
كل يوم تعود لوريس من مدرستها حاملة إلى جدها الكثير من الحكايات التي ترويها له عن مغامراتها في مدرستها وعن أحلامها التي تكتمل شيئاً فشيئاً .
ذات صباح خرجت لوريس كعادتها ....
مشرقة الوجه....
حاملة في جعبتها آمالها ساعية لتحقيقها....
اجتمعت مع صديقاتها في المكان المعتاد عصافير تزقزق.....
وفراشات تتسابق...
ودفء يحيي الأرواح...
كل يسعى لعمله في ذلك اليوم....
وضجيج الحياة يملأ المكان ....
في خضم هذا الصخب والضحكات التي كانت تعلو من قلب لوريس , خرج دوي ملأ المكان ....
وشيء ما مزقت شظاياه كل شيء.......
احدى هذه الشظايا اخترقت أحلام لوريس وأمنيات كل من كان في المكان ......
شيء ما فاق قدرتها على الفهم....
حول المكان بكل جماله إلى أرض محروقة ...
أشلاء وبكاء ....
نحيب وعويل....
والكثير الكثير من الدمار. اجتمع الناس من كل مكان يحاولون انقاذ ما يمكن انقاذه وجاء الجد يصرخ بين الناس ..
أين ابنتي؟؟ أين لوريس؟؟ رأيت جدي لكنني لهول ما رأيت لم أستطع أن أنطق بكلمة ....
رآني جدي فسارع لعناقي قائلاً ....
لا تخافي يا صغيرتي لا تخافي واحتواني بصدره....
شعرت في صدر جدي دفء وطني ...
ضممته بقوة ودموعي تملأ صدره....
كنت أبحث عن وطني الذي ضاع لأجده في صدر جدي....
كفكف دموعي ....
وأمسك يدي وعدنا إلى البيت....
لم يكن يوماً عادياً ....
كان الحدث يطرق مسمعي على مدار اليوم ....
وكان جدي يحاول أن ينسيني ما رأيت.....
في صباح اليوم التالي أيقظني جدي كي أذهب إلى المدرسة .....
لم يكن عندي أية رغبة للحياة في ذلك الصباح ....
أي مدرسة تريدني أن أذهب إليها ....
لا يا جدي لن أذهب بعد اليوم إلى المدرسة...
وأحلامك يا لوريس؟؟!!....
ضاعت كما ضاع وطني ....
لا عليكِ دعينا نسير معاً في شوارع القرية وننظر ما خلفه حقدهم....
بالفعل مسك جدي بيدي الصغيرة وصرت أجول معه .....
أقلب النظر يميناً ويساراً....
لا شيء.....
لا شيء غير سوادٍ لبسته القرية حداداً على من مات فيها من بشرٍ وحجرٍ وشجر.
في هذه الأثناء أشار جدي إلى صخرة سوداء....
قلت ما بها....
قال أمعني النظر...
دققت كثيراً ....
لم أرَ شيئاً غير السواد اقترب بي جدي نحو الصخرة....
ودعاني إلى التدقيق ثانية...
شيء ما أخضر صغير لا يكاد يرى من شدة سواد الأرض ....
قلت ما هذا ؟؟....
قال جدي انظري يا لوريس....
لم يقف هذا الدمار بكل جبروته....
أمام حب هذه البذرة للحياة...
هاهي تشق اليوم أول أيامها نحو النور....
وهكذا أنتم بذور صغيرة لا بد وأن تكملوا مسيرة حياتنا مهما اشتد حقد الحاقدين ومهما حاولوا أن يطفئوا بطغيانهم نور الشمس....
أنتم وأنتم فقط...

سنابل أملنا في هذا الوطن انتهت الرفيقة الطليعية : /ملاك حمادة/الحاصلة على المركز الأول في القصة بمسابقة سليمان العيسى لعام2022. الصف : الخامس فرع ريف دمشق مدرسة : معضمية الشام الثالثة

98
(متوسط التقييم بناءً على 0 تقييم)
اترك تعليقاً: