الأبواب

الوردُ يبتسمُ دائماً


الوردُ يبتسمُ دائماً

يحبّ تمّام فصل الربيع، يحبّ أعشابه الفتية ذات اللون الأخضر الجميل، وأزهاره اللطيفة التي تنشر شذاها في كل مكان، ويحبّ طقسه المعتدل الذي لا يعرف برداً قارساً ولا حراً لافحاً!
ويحبّ تمّام أن يزور الحديقة، مع زيارة الربيع لها، ليمتّع عينيه بمناظرها الخلابة، ويملأ رئتيه بهوائها النقي ...
ذات يوم توقف تمّام أمام إحدى وردات الحديقة كان لونها زاهياً، وعطرها فواحاً تأملها بإعجاب وأحسّ أنّ لها وجهاً يشبه وجه الإنسان، وأنّ لهذا الوجه فماً يتكلم! جرى تمام بعيداً ثم عاد إلى الوردة وجرى ثانية ليعود إليها مرة أخرى!
قالت له الوردة: ما لكَ تتأملني؟!
تمام: إنني معجب بك.
الوردة: ولماذا تذهب ثم تعود؟
تمام: لأنني أخاف عليك... أخاف أن تمتد إليك يد عابثة فتحرمني من جمالك وعبيرك... أحب أن أتفقدك بين حينٍ وآخر، لأطمئنَّ على سلامتك.
الوردة: لا تخف، فأنا أعرف كيف أدافعُ عن نفسي.
تمَّام: تدافعين عن نفسك! كيف؟!
الوردة: أملك سلاحاً!!
تمام: أنت تملكين سلاحاً!!!
الوردة: أجل.
تمام: عجباً! كيف ذلك؟ وأنت الرقيقة اللطيفة التي لا تُعنى بغيرِ الشَّذا والجمال!!
الوردة: ستعرف ذلك في حينه فلا تستهن بالضُّعفاء.
تركها تمام وذهب ليلعب في الحديقة الواسعة... يقفز هنا وهناك... ويلاحق الفراشات الملونة وفجأة سمع صراخاً! هرع إلى مكان الصوت ففوجئ بطفل يبكي...
قال له: ما لك يا عزيزي؟
أجاب الطفل: لقد جرحت يدي.
وكيف ؟؟
حاولت قطف هذه الوردة فأحسست بشيء حاد يَخِزُ إصبعي...
آه لقد جرحتني أشواكها اللعينة، نظر تمام إلى الوردة التي أشار الطفل إليها...
إنها وردته الغالية ها هي ذي تبتسم له!!

تأليف: موفق أبو طوق

35
(متوسط التقييم بناءً على 0 تقييم)
اترك تعليقاً: