الأبواب

مدينة حماة

دُرَّةُ الشام...
مدينة العلم والفروسية والبطولة.
إنها محافظة حماة ياقوتةٌ خضراء وسط عقد بلدي سورية. كطير أسطوري تمدُّ أجنحتها على ضفاف نهر العاصي حيث ترقدُ ضمن وهدةٍ منخفضة وتحيط بها الهضابُ من كلّ الأطراف. نهرُ العاصي يمرُّ عبرها فيشطرها شطرين لتقوم المدينةُ على ضفتيه.
يعودُ تاريخ مدينة حماة إلى الألف الخامس قبل الميلاد واسمها مشتقٌّ من لمة القلعة أو الحصن (الحصن في اللغات القديمة يسمى حامات) ويذهب البعضُ أنها سميت باسم أول ملكٍ آراميّ لها وهو (حماه).
تقول المصادر إنَّ قلعة حماة هي النواة الأولى للمدينة في العصر الحجري ا لحديث وقد ازدهرت في العصر الزنكي حيث قام نور الدين الزنكي بتجديد السور بعد زلزال حماة وكان لهذا السور عشرةٌ أبوابٍ لم يبقى منها إلا أسماؤها.
وأبرزُ اسمٍ ملكَ حماة هو للعالم المؤرخ الجغرافي أبي الفداء (إسماعيل الأيوبي) الذي خلدها في كتُبهِ؛ فسمِّيَت باسمه (مدينةُ أبي الفداء) وأصبحت حماة ملجأً للعلم والعلماء.
استطاع أهل المدينة الاستفادةَ من مياه نهر العاصي، عبر اختراعٍ عظيمٍ هو (النواعير)وهي دواليبُ خشبيةٌ ضخمةٌ تدور بقوة الماء الذي يرتفع معها فيسقي البساتين وتصلُ المياهُ إلى البيوتِ والخانات والحمامات وكان عدد النواعير 125 ناعورةً بقيت منها 17 ناعورة وأشهرها وأكبرها هي الناعورة المحمدية. كما يوجد العديدُ من الآثار الشاهدة على عراقة هذه المدينة: أفاميا (العاصمةُ الأولى لسوريا في القرن الخامس الميلادي) – متحف الفسيفساء – قلعة شميميس.
اشتهرت محافظة حماة منذ القدم بصناعة اللباس التقليدي الفلكلوري الذي يفخر به عدد كبير من أهالي حماة إلى يومنا هذا فالرجال يتميزون بالقنباز المفتوح من الأمام، ويجمعُ طرفي القنباز حزامٌ من الجلد يُلبسُ فوقه في الشتاء دامرٌ مصنوعٌ من الجوخ.
أما المرأةُ فكانت ترتدي الملابس السوداء التي تغطي كامل الجسم مع منديل يلف الرأسَ والعُنُق، أما الصبايا فكُنَّ يضعن غطاء الرأسِ الملون المزين بالورود والذهب.
تشتهر مدينة حماة بالمأكولات اللذيذة ولديها صنف مميز وهو (الباطرج) وهو نوع من المقبلات الدسمة والغنية تُحضَّرُ من الباذنجان المشوي ولحم الغنم المفروم والسمنة الحموية والطحينية ودبس الرمان.

 إعداد: الرفيقة الطليعية جُمان سعد