الأبواب

الرّصافة


الرّصافة

لؤلؤة بادية الشام على بعد ثلاثين كيلومتراً من الرقة في الشمال السوري على نهر الفرات وهي مدينة تاريخية سميت قديماً /روسر جيليوس/ كانت لها قلاع عظيمة تحميها من هجمات الفرس وغيرهم ازدهرت في عصور متعددة إذ كانت دائماً محور صراع بين الفرس والرومان واليونانيين كانت النشأة الأولى لذلك الموقع الأثري في القرن التاسع عشر قبل الميلاد وعندما تم بناء معسكر للجيش من قبل الآشوريين.
ازدهرت الرصافة بسبب وقوعها على الطريق الذي يربط دورا أوربوس الصالحية السورية وتدمر وكانت الرصافة لا تملك ينابيع أو مياه جارية لذا اعتمدت على خزانات ضخمة تخزن المياه من الأمطار ونتيجة لكونها تقع على ساحة المعارك الرومانية الفارسية فقد كانت الجدران الضخمة تحيط بها تماماً دون ثغرة واحدة.
في القرن الرابع الميلادي أصبحت مقصداً للحج المسيحي وقدم إليها الحجاج للاحتفاء وأصبحت مركز الحج الأكثر أهمية في وسط الأبرشيات البيزنطية.
في القرن الثامن الميلادي قام الخليفة هشام بن عبد الملك بجعل الرصافة مدينة الإقامة المفضلة لديه؛ فبنى العديد من القصور حولها وأصبحت المنتجع الصيفي له، وسُمِّيت رصافةَ هشام وقد انتشرت فيها الحدائق حتى تحوَّلت إلى جنة خضراء وبعد نهاية حكم الأمويين وتولي العباسيين الحُكم، استمرَ ازدهارها حتى القرن العاشر واشتهرت بتعايش المسلمين والمسيحيين؛ حيث تتجاور الكنائس و المساجد، لكن التتار هدموها عند غزوهم لسورية.
جاء علماء آثارٍ ألمان ليكشفوا عن العديد من الآثار التي هدمها التتار واندثرت بفعل الزمن فعثروا على بقايا قصر أمورين وتم الكشف عن أبواب المدينة القديمة، وظهرت الجدران و النُّقوش، ونُقِلتْ كثيرٌ منَ المقتنياتِ المُكتَشفةِ إلى مُتحفِ دمشق.

إعداد: ندى سباكة

45
(متوسط التقييم بناءً على 0 تقييم)
اترك تعليقاً: