اللاذقيّة هي إحدى المدن السوريّة، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط من الجهة الشرقيّة، وتبعد عن العاصمة دمشق حوالي ثلاثمئة وخمسة وثمانين كيلومتراً إلى الغرب.
سُمّيت اللاذقيّة بعدّة أسماء على مر العصور: والاسم القديم الأكثر شهرة هو لاوديكيا، وهو الاسم الذي أطلقه عليها الإمبراطور سلوقس نيكاتور، في القرن الرابع قبل الميلاد بعد أن أعاد بناءها، وهو اسم أمه.
وهي إحدى المدن القديمة الحديثة تجمع نموذج التعايش الديني والثقافي والاجتماعي فهي تضم مجموعة من المساجد والكنائس التي يمتد تاريخها لآلاف السنين؛ ويمتد تاريخ اللاذقية إلى عهد الفينيقيين الذين قاموا بتأسيسها وأطلقوا عليها اسم راميثا وكانت واحداً من المراكز التجارية الهامة في ذلك الوقت وتردد عليها التجار من كل أنحاء العالم.
من المعالم الأثرية هناك كنيسة القديس نقولا التي تعد من أقدم الكنائس في مدينة اللاذقية ونتيجة لهذه الرحلة الطويلة عبر التاريخ أصبحت اللاذقية متحفاً مفتوحاً غنياً بتراثه التاريخي والأثري المتنوع وفي موقع أوغاريت الواقع بمنطقة رأس شمرا عاش الشعب الكنعاني، وفيه ظهرت أول أبجدية عرفها العالم كما يوجد قوس النصر الذي بناه الإمبراطور سيفروس.
اشتهرت المنطقة في ساحل اللاذقية منذ القديم بأكلات شعبية اعتمدت على المنتجات المتوفرة في البيئة من نباتية وحيوانية وهذه الأكلات منها ما كان يصنع للاحتفاظ به كمؤونة للشتاء ومنها ما كان يعد كغذاء يومي مثل : البرغل الذي تصنع منه أكلات متعددة مثل البرغل المطبوخ سادة أو مع الحمص أو العدس أو مع مرق اللحم المسلوق قديماً كان لباس الرجل (القمباز) وهو رداء خارجي طويل يصل إلى الكاحلين مع فتحتين جانبيتين لتسهيل حركة المشي وله أكمام تتسع قليلا عند النهايتين وتزين رقبته وصدره وأطراف أكمامه بنوع من (البريم) الحريري وكانت أشهر أنواعه ما يسمى بـ(الأغباني) كروزا وهو عبارة عن قماش أصفر مطرز بالكامل. الفستان اللباس الأساسي للمرأة وهو رداء طويل حتى الكاحلين له أكمام طويلة وياقة عالية تطوق الرقبة وقصة تعلو الخصر تتسم بكثرة (زمزماتها) ما يجعل الثوب يتسع أكثر وينساب منتهيا ب(كشكش) يزينه (الزكزاك) أو (البريم) أو الزخارف ويتمتع هذا الثوب عادة بألوان زاهية تشبه إلى حد بعيد ألوان الطبيعة الساحلية.
إعداد: ساميه صنِّين