لقد كانَ ظهورُ التطعيمات (اللقاحات) واكتشافها حدثاً طبيّاً شديدَ الأهمية، فقد ساعدَ بشكلٍ ملموس في تطورِ وتقدم القسم الوقائيّ من طبّ الأطفال فقد كانت الأمراضُ الإنتانيّة (الالتهابية) لفترةٍ طويلةٍ منَ الزمن من أهم أسباب وفيّات الأطفال وإعاقاتهم الجسدية.
أما الحدث الطبيُّ الآخر والذي غيّر جذرياً طُرق علاجِ الإنتانات، فهو اكتشاف مضادات الإنتان (الالتهاب) حيثُ خَففت بدورها أيضاً نسبةَ وفيات الأطفال، وساعدت على تقدّم القسم العلاجي من طبّ الأطفال.
آلية عمل اللقاحات: تقوم اللُقاحات على إكسابِ الطفل مناعةً قويةً مشابهةً بمعظم جوانبها للمناعةِ الحاصلةِ من الإصابةِ بنفسِ المرض ماعدا الجانب الزمني فقط، حيثُ تكونُ مدة استمرارها أقلَّ (من مناعة المرض) وهذا ما يفسرُ إجراءَ اللقاحات الداعمة للطفل.
طريقة التلقيح او التطعيم: بعضُ اللقاحات تُعطى عن طريق الفم (مثل لقاح شلل الأطفال) أمّا مُعظمها فيُعطى بالحقنِ تحتَ الجلد أو في العضل. فلنتعرّف على الأمراض التي نحنُ عُرضةٌ للإصابةِ بها في حال عدم أخذ اللقاح : مرض الحصبة: والذي يتظاهرُ بارتفاع الحرارة والطفح الجلدي و احياناً السُعال .. سيلانٌ بالأنف أو التهابُ ملتحمة وما ينجمُ عنها من سوء تغذية وضعف النمو الذهني وتلف حواس السمع والبصر فضلاً عن احتمال وفاة الطفل.
مرض السُعال الديكي: الذي يتظاهرُ بنوبٍ من السُعال الشديد وتستمر من أسبوع إلى أسبوعين يعقبها قيء ينجمُ عنهُ التهابُ الرئة... والتهاب الدماغ فضلاً عن احتمال وفاة الطفل.
مرض التهاب الكبد: الذي يتظاهرُ بفقدان الشهيّة..غثيان.. قيء .. وطَفَح وغالباً ما يترقّى لظهورِ يرقان. وإنَّ 15 – 25 % من الأشخاص المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد المُزمن سوفَ يموتونَ مُبكراً إما بسبب التشمّع أو سرطان الكبد. مرض شلل الأطفال: الذي يتظاهر بالإصابة بشلل رخوٍ حاد مع ارتفاعِ الحرارة عندَ بدايةِ المرضِ الذي قد يصيبُ إحدى الساقين أو الذراعين.
أو أن يصيبَ عضلات التنفس أو البلع والذي يعدُّ مهدداً للحياة. مرض التهاب السحايا بجرثومةِ المستدمية النزلية وحدوثهُ مصحوبٌ بتجرثمِ الدم فضلاً عن احتمال الإصابة بالتهاب لسان المزمار .. التهاب الرئة .. التهاب المفاصل .. والتهاب نقي العظم.
مرض الخانوق (الدفتريا): ينجمُ عنهُ مضاعفاتٌ مثلُ التعاب عضلة القلب واحتمال الوفاة فضلاً عن احتمال إصابة الطفل بمرض الحصبة الألمانيّة والنكاف والسلّ والكزاز والتي يتمُّ التلقيحُ ضدها.
ملاحظة: يجب أن تُجرى اللقاحات تحتَ إشرافِ الطبيب حيثُ أنّه يوجدُ بعضُ مضادات الاستطبابِ التي تمنعُ إجراءها أو تؤخره لفترةٍ لاحقة (مثل السل أو بعض الأمراض الكلوية).)