مع بداية فصل الشتاء البارد وتعرض الإنسان لتبدلات الحرارة بين البيت الدافئ والخارج البارد تتأثر الطرق التنفسية وتصبح أكثر عرضة لما يسمى "نزلات البرد".
ما هو السبب؟ المسببات غالباً فيروسات يوجد منها أكثر من 300 نوع، تعشق الفيروسات الطقس البارد وتزداد نشاطاً في الفصل البارد، منها فيروسات شائعة تسبب الزكام، وفيروسات الأنفلونزا التي تسبب مرض الأنفلونزا الأكثر شدة. تنتقل هذه الفيروسات من المصاب إلى السليم عن طريق الرذاذ الناتج عن السعال أو العطاس والذي يحمل الفيروسات لعدة أمتار وقد تبقى حية لساعات يمكنها خلالها إصابة شخص أو عدة أشخاص آخرين كما يمكن نقل العدوى بالمصافحة والقبلات وبملامسة أو استخدام الأدوات الشخصية للمصاب كالكأس و المنديل وحتى أدواته المدرسية.
لذلك يكون الأطفال أكثر عرضة من غيرهم للعدوى بسبب ظروف الاختلاط لأوقات طويلة في المدرسة، خاصة في القاعات المزدحمة وقليلة التهوية الجيدة.
ماهي الأعراض؟ الزكام الشائع: مرض بسيط عادة، يسببه أكثر من 300 نوع من الفيروسات، وقد يصاب به الطفل عدة مرات في السنة، يحدث فيه سيلان أنفي مائي غزير ثم يصبح مخاطي؛ فيسد الأنف و يضطر الطفل للتنفس من فمه مما قد يعرضه لالتهاب الحلق، وقد يحدث ارتفاع في درجة الحرارة.
أما الأنفلونزا: فهو مرض شديد يحدث فيه التهاب في الحلق كغيره من الفيروسات مما يجعل تفريقه صعباً في البداية لكنه سرعان ما يترافق بأعراض شديدة كارتفاع الحرارة والإحساس بالتعب والخمول و آلامٍ في العظام و المفاصل والصداع و السعال واحتقان العينين والتهاب الأذن.
ما العلاج؟ الزكام البسيط لا يتطلب إلا الراحة والدفء والإكثار م السوائل الدافئة والعصائر الغنية بفيتامين c مضادات الاحتقان يمكن استخدامها لفترة قصيرة، أما مضادات الإنتان فلا داعي لها، وكذلك لا داعي لخافضات الحرارة فارتفاع الحارة هو وسيلة دفاعية للجسم ضد الفيروسات التي تعشق البرد.
الأنفلونزا يجب إثباتها بالفحوصات الخاصة لمسحات من البلعوم وتفيد في تخفيف أعراضها الأدوية المضادة للفيروسات مثل Tamiflu بالإضافة للتدابير المذكورة في علاج الزكام.
هل يمكن الوقاية؟ تدابير يلجأ لها المصاب بالزكام أو الإنفلونزا لحماية الآخرين من العدوى: البقاء في المنزل و تخفيف الاختلاط بالآخرين وتجنب أماكن الازدحام.
الالتزام بتغطية الفم و الأنف بمنديل ورقي عند السعال أو العطاس. هل يوجد لقاح؟ بالنسبة للزكام الشائع لا يوجد لقاح مضاد له.
أما الأنفلونزا فيوجد لقاح موسمي يحضَّر سنوياً ليحبط الفيروسات المنتشرة كل عام ويُنصح بإعطائه سنوياً لكل من تجاوز عمره الستة أشهر مع بداية الفصل البارد في شهر أيلول أو تشرين الأول من كل عام.
تدابير وقائية عامة لتجنب العدوى:
- تجنب مخالطة المرضى والابتعاد عن الأماكن المزدحمة.
- تجنب ملاسة اليدين للفم والأنف والعينين. غسل اليدين عدة مرات في اليوم، خاصة قبل وبعد الوجبات.
- الامتناع عن التدخين وعدم مخالطة المدخنين.
- عدم استعمال الأدوات الشخصية للآخرين.
- تجنب الانتقال المفاجئ من الجو الدافئ إلى البارد.
- تغطية الرأس قبل الخروج في الطقس البارد لأن الجسم يفقد 30% من حرارته عبر الرأس العاري عند تبدل الحرارة المفاجئ.
- النظام الغذائي المتوازن مع الإكثار من السوائل والفواكه والخضار الغنية بالفيتامينات وخاصة الفيتامين C التهوية الجيدة المتكررة لغرف المنزل وقاعات المدرسة.
- الالتزام بقواعد النظافة والصحة العامة.
إعداد الدكتورة: بلسم ميهوب